Teksten

قصـّــة داود وسليمـــــان

يلعب ملكا إسرائيل هذان دوراً بارزاً في كلا الكتابين. فعندما كان داود بعد صغيراً، اشتهر بقهره جليات / جالوت “الجبّار” بدون سلاح تقريباً؛ فقد كان سلاحه مقلاعاً بسيطاً وحجراً صغيراً. وفيما بعد ساعده الله بتصنيع دروع معدنية. لم يكن داود فقط مجرد بطل حرب، وإنما أيضاً ملكاً وموسيقاراً.

خلف الراعي الشاب داود الملك طالوت / شاول بعد موته، وأصبح هو الملك. يذكر الكتاب المقدس داود كمؤلّف للعديد من الترانيم أو المزامير / الزبور؛ والتي فيها يسبّح الله، ولكنه يعبّر فيها أيضاً عن عميق يأسه. وأيضاً القرآن الكريم يأتي على ذكر المزامير، أو الزبور، التي وهبها الله لداود. “الزبور” كلمة عربية تعني النصوص المكتوبة على الخشب أو الصخر. ونقول في اللغة العربية أيضاً “مزاميرُ داودَ”. كلمة “زمر” في اللغة العربية يقابلها “زِمرا” بالعبرية، والتي تعني ’غناء، موسيقى، أو ترانيم‘. يحمد القرآن الكريم داود لسبب شعوره بالذنب؛ فالندامة هي زينة الملك. ولكنه يركّز في المقام الأول على التهليل عند داود. وكلا الكتابين يذكران ابتهاج الجبال والطيور مع داود المرتّل.

لم يرث سليمان عن والده فقط الملوكية، وإنما أيضاً الحكمة. وقد كان هو أيضاً ملكاً زينته الشعور بالذنب، والاستعداد الدائم لإظهار ندامة على تعدّياته. وقد وهب الله سليمانَ مواهب فوق الطبيعة؛ فقد كان يفهم لغة الحيوانات. وقد خصّص القرآن الكريم السورة رقم 27 لقصة النمل الذين يحذّرون بعضهم البعض حتى لا تطأهم جيوش سليمان بأقدامهم. وكان للملك سلطان أيضاً على قوى الطبيعة، وعلى ’الشياطين‘ والجن (الأرواح الشريرة)، والتي كان يكلـّفها بالقيام بأعمال كبيرة، مثل إقامة الحدائق الرائعة. ويشتهر سليمان في الكتاب المقدس أيضاً بإنجازاته العمرانية، والتي وصلت ذروتها في بناء هيكل أورشليم.

لا يسع المجال هنا للدخول في كامل تفاصيل القصص التي تتعلّق بهذين الملكين في القرآن الكريم والكتاب المقدس. وقصة لقاء الملك سليمان بملكة سبأ جميلة لدرجة أنها تستحق الانتقال إليها مباشرة. فقد أتت من بلاد بعيدة لزيارة الملك، يدفعها الفضول بسبب الروايات التي تتحدث عن حكمته وروعة وأبّهة بلاطه الملكي. يخبرنا الكتاب المقدس أن الملكة تغادر وهي مأسورة بما رأته، ومحمّلة بالهدايا الملكية الوافرة. وفي النهاية تتحوّل ملكة سبأ إلى دين سليمان، إلى الإيمان بالله الواحد الأحد.

ترد هذه القصة في سفر الملوك الأول من الكتاب المقدس. وقصة ملكة سبأ ترد في سورة النمل وسورة سبأ (على اسم مدينة الملكة).

القـــــــــــرآن الكريــــــــــمالكتـــــــــــــاب المقـــــــــــدّس
داود الشـــاب يقهـــر جليــــات / جالـــــــوت الجبــّــــار
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ (شاول، المؤلّف) بِالْجُنُودِ … قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ (جليات، المؤلّف) وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ. وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (البقرة: 249-251)   وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا … وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ. أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا … (سبأ: 10-11)وَتَجَمَّعَ شَاوُلُ وَرِجَالُهُ وَنَزَلُوا فِي وَادِي الْبُطْمِ وَاصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ… فَخَرَجَ مِنْ بَيْنِ صُفُوفِ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ رَجُلٌ مُبَارِزٌ مِنْ جَتَّ يُدْعَى جُلْيَاتَ طُولُهُ سِتُّ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ (نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَمْتَارٍ)… فَوَقَفَ جُلْيَاتُ يُنَادِي جَيْشَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ: «… انْتَخِبُوا مِنْ بَيْنِكُمْ رَجُلاً يُبَارِزُنِي. فَإِنِ اسْتَطَاعَ مُحَارَبَتِي وَقَتَلَنِي نُصْبِحُ لَكُمْ عَبِيداً، وَإِنْ قَهَرْتُهُ وَقَتَلْتُهُ تُصْبِحُونَ أَنْتُمْ لَنَا عَبِيداً وَتَخْدُمُونَنَا… وَعِنْدَمَا سَمِعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ تَحَدِّيَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّ ارْتَعَبُوا وَجَزَعُوا جِدّاً… وَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «لاَ يَذُوبَنَّ قَلْبُ أَحَدٍ خَوْفاً مِنْ هَذَا الْفِلِسْطِينِيِّ، فَإِنَّ عَبْدَكَ يَذْهَبُ لِيُحَارِبَهُ» (صموئيل الأول 2:17، 4، 8-9، 11، 32)   أَلَم يَقتُلِ الجبَارَ وهو شابّ ولم يَرفع العارَ عن شَعبِه حينَ رَفعَ يَدَه بِحَجَرِ المِقْلاع وخَفَضَ صَلَفَ جُلْيات؟ (حكمة يشوع بن سيراخ 4:47)   وَهَكَذَا قَضَى دَاوُدُ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ بِالْمِقْلاعِ وَالْحَجَرِ وَقَتَلَهُ… رَكَضَ نَحْوَ جُلْيَاتَ وَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ… (صموئيل الأول 50:17-51)
داود يُظهـــر ندامـــة بالغـــة ويعتـــرف بخطايـــاه
… وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (سورة ص: 17)   … وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ. فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ. يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ… (سورة ص: 24-26)هَا إِنِّي بِالإِثْمِ قَدْ وُلِدْتُ وَفِي الْخَطِيئَةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي (مزمور 5:51)   اِرْحَمْني يَا اللهُ… اغْسِلْنِي كُلِّيّاً مِنْ إِثْمِي، وَطَهِّرْنِي مِنْ خَطِيئَتِي. فَإِنَّنِي أُقِرُّ بِمَعَاصِيَّ، وَخَطِيئَتِي مَاثِلَةٌ أَمَامِي دَائِماً. إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ (مزمور 1:51-4)   اللهُمَّ أَعْطِ أَحْكَامَكَ الْعَادِلَةَ لِلْمَلِكِ ولابْنِهِ بِرَّكَ، فَيَقْضِيَ لِشَعْبِكَ بِالْعَدْلِ وَمَسَاكِينِكَ بِالإِنْصَافِ (مزمور 1:72-2)
الــزبـــورالمــزاميـــر
وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (الإسراء: 55)   وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (سبأ: 10)   وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (الأنياء: 105)مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟… أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ فِي نَظَرِ الْبَشَرِ، وَمَنْبُوذٌ فِي عَيْنَيْ شَعْبِي… جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ طَوَّقَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ… مِنَ السَّيْفِ نَفْسِي، وَمِنْ مَخَالِبِ الأَدْنِيَاءِ حَيَاتِي (مزمور 1:22، 6، 16، 20)   أُمَجِّدُكَ يَارَبُّ لأَنَّكَ انْتَشَلْتَنِي… يَارَبُّ إِلَهِي اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي يَارَبُّ، أَنْتَ انْتَشَلْتَ نَفْسِي مِنْ شَفَا الْهَاوِيَةِ. وَأَنْقَذْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْمُنْحَدِرِينَ إِلَى عَالَمِ الأَمْوَاتِ (مزمور 1:30-3)   سَبِّحُوا الرَّبَّ… فِي الأَعَالِي… سَبِّحِيهِ يَاشَمْسُ وَيَاقَمَرُ. سَبِّحِيهِ يَاجَمِيعَ الكَوَاكِبِ المُشْرِقَةِ… لِتُسَبِّحْ هَذِهِ اسْمَ الرَّبِّ، لأَنَّهَا بِأَمْرِهِ خُلِقَتْ… سَبِّحِي الرَّبَّ… أَيَّتُهَا الْجِبَالُ وَالتِّلاَلُ جَمِيعاً… الزَّوَاحِفُ وَالطُّيُورُ… مَجْدُهُ فَوْقَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ (مزمور 1:148، 3، 5، 9، 10، 13)   الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ خَيْرَاتِ الأَرْضِ وَيَسْكُنُونَ فِيهَا إِلَى الأَبَدِ (مزمور 29:37)   طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، فَإِنَّهُمْ سَيَرِثُونَ الأَرْضَ (متى 5:5)
سليمــــان الحكيــــم يعتلــــــــــي عرش أبيــــه داود
وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ. إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ. فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ. رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ. وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ. قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي… (سورة ص: 30-35)   وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (النمل: 16)   … وَمِنَ الْجِنِّ (الأرواح الشريرة، المؤلف) مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ… يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ… (سبأ: 12-13)   فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ. وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ. وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (سورة ص: 36-38)   وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ. وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ. حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ. فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا… (النمل: 16-19)وَأَصْبَحَ سُلَيْمَانُ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ خَلَفاً لِوَالِدِهِ دَاوُدَ، وَتَثَبَّتَتْ دَعَائِمُ مَمْلَكَتِهِ (ملوك الأول 12:2)   وَوَهَبَ اللهُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةً وَفَهْماً فَائِقَيْنِ، وَرَحَابَةَ صَدْرٍ غَيْرَ مُتَنَاهِيَةٍ (ملوك الأول 29:4)   وَعِنْدَمَا بَدَأَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ هَيْكَلِ الرَّبِّ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي، شَهْرِ زِيُو (آيَارَ ­ مَايُو) مِنَ السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِتَوَلِّيهِ عَرْشَ إِسْرَائِيلَ، كَانَ قَدِ انْقَضَى عَلَى خُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَثَمَانُونَ عَاماً… (ملوك الأول 1:6)   وَبَعْدَ أَنْ أَتَمَّ سُلَيْمَانُ بِنَاءَ هَيْكَلِ الرَّبِّ وَقَصْرِ الْمَلِكِ، وَكُلِّ مَا رَغِبَ أَنْ يُقِيمَهُ مِنْ مَبَانٍ أُخْرَى. تَجَلَّى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ… وَقَالَ لَهُ: “سَمِعْتُ صَلاَتَكَ وَتَضَرُّعَكَ الَّذِي رَفَعْتَهُ أَمَامِي، لِهَذَا قَدَّسْتُ هَذَا الْهَيْكَلَ الَّذِي شَيَّدْتَهُ لأَضَعَ اسْمِي عَلَيْهِ إِلَى الأَبَدِ، فَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ الأَيَّامِ..” (ملوك الأول 1:9-3)   قَدْ عَظُمْتُ (سليمان) وَنَمَوْتُ فِي الْحِكْمَةِ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ أَسْلاَفِي الَّذِينَ حَكَمُوا أُورُشَلِيمَ مِنْ قَبْلِي (الجامعة 16:1)   فَأَنْجَزْتُ (سليمان) أَعْمَالاً عَظِيمَةً، وَشَيَّدْتُ لِي بُيُوتاً وَغَرَسْتُ كُرُوماً… وَحَفَرْتُ بِرَكَ مِيَاهٍ لأَرْوِيَ الأَشْجَارَ النَّامِيَةَ… وَاتَّخَذْتُ لِنَفْسِي مُغَنِّينَ وَمُغَنِّيَاتٍ وَزَوْجَاتٍ وَسَرَارِي، وَازْدَدْتُ عَظَمَةً حَتَّى فُقْتُ جَمِيعَ أَسْلاَفِي… تَأَمَّلْتُ كُلَّ مَا صَنَعَتْهُ يَدَايَ وَمَا كَابَدْتُهُ مِنْ تَعَبٍ فِي عَمَلِهِ، فَإِذَا الْجَمِيعُ بَاطِلٌ، وَكَمُلاَحَقَةِ الرِّيحِ، وَلاَ جَدْوَى مِنْ شَيْءٍ تَحْتَ الشَّمْسِ (الجامعة 4:2، 6، 8، 9، 11)
الملــــك سليمـــان وملكـــــة سبـــــــــأ
وَتَفَقَّدَ (سليمان) الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ… فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ… جِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ. إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ. وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ… اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ. قَالَتْ (ملكة سبأ، المؤلف) يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ. إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. أَلَّا تَعْلُوا (أيها البشر، المؤلف) عَلَيَّ وَأْتُونِي (الله، المؤلف) مُسْلِمِينَ (النمل: 20، 22-24، 28-31)  وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ. فَلَمَّا جَاء (الرسول إلى، المؤلف) سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ  (النمل: 35-36) وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ. (عندما جاءت لزيارة سليمان، المؤلف) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (النمل: 43-44)        وَبَنَى سُلَيْمَانُ قَصْرَهُ… وَكَذَلِكَ شَيَّدَ «قَاعَةَ الْعَرْشِ» أَوْ «بَهْوَ الْقَضَاءِ» (الملوك الأول 1:7، 7)    (وَكَانَ يَبْدُو كَأَنَّ بَحْراً شَفَّافاً مِثْلَ الْبِلَّوْرِ يَمْتَدُّ أَمَامَ الْعَرْشِ رؤيا 6:4)   وَعِنْدَمَا بَلَغَتْ أَخْبَارُ سُلَيْمَانَ وَإِعْلاَئِهِ لاِسْمِ الرَّبِّ مَسَامِعَ مَلِكَةِ سَبَأَ، قَدِمَتْ لِتُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْئِلَةً عَسِيرَةً، فَوَصَلَتْ أُورُشَلِيمَ فِي مَوْكِبٍ عَظِيمٍ جِدّاً، وَجِمَالٍ مُحَمَّلَةٍ بِأَطْيَابٍ وَذَهَبٍ وَفِيرٍ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ، وَأَسَرَّتْ إِلَيْهِ بِكُلِّ مَا فِي نَفْسِهَا. فَأَجَابَ سُلَيْمَانُ عَنْ كُلِّ أَسْئِلَتِهَا، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْجِزَ عَنْ شَرْحِ شَيْءٍ. وَلَمَّا رَأَتْ مَلِكَةُ سَبَأَ كُلَّ حِكْمَةِ سُلَيْمَانَ، وَشَاهَدَتِ الْقَصْرَ الَّذِي شَيَّدَهُ… اعْتَراهَا الذُّهُولُ الْعَمِيقُ، فَقَالَتْ لِلْمَلِكِ: «إِنَّ الأَخْبَارَ الَّتِي بَلَغَتْنِي فِي أَرْضِي عَنْ أُمُورِكَ وَحِكْمَتِكَ هِي حَقّاً صَحِيحَةٌ. وَلَمْ أُصَدِّقْهَا فِي بَادِيءِ الأَمْرِ حَتَّى جِئْتُ وَشَاهَدْتُ، فَوَجَدْتُ أَنَّ مَا بَلَغَنِي لاَ يُجَاوِزُ نِصْفَ الْحَقِيقَةِ، فَقَدْ رَأَيْتُ أَنَّ حِكْمَتَكَ وَصَلاَحَكَ يَزِيدَانِ عَمَّا سَمِعْتُهُ مِنْ أَخْبَارِكَ… فَلْيَتَبَارَكِ الرَّبُّ إِلَهُكَ الَّذِي سُرَّ بِكَ، وَأَجْلَسَكَ عَلَى عَرْشِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ بِفَضْلِ مَحَبَّتِهِ الأَبَدِيَّةِ لإِسْرَائِيلَ قَدْ أَقَامَكَ مَلِكاً لِتُجْرِيَ الْعَدْلَ وَالْبِرَّ». وَأَهْدَتِ الْمَلِكَ مِئَةً وَعِشْرِينَ وَزْنَةً (نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلافٍ وَثَلاَثِ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ كِيلُو جْرَاماً) مِنَ الذَّهَبِ وَأَطيَاباً كَثِيرَةً وَحِجَارَةً كَرِيمَةً، فَكَانَتِ التَّوَابِلُ الَّتِي أَهْدَتْهَا مَلِكَةُ سَبَأَ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ مِنَ الْوَفْرَةِ بِحَيْثُ لَمْ يُجْلَبْ مِثْلُهَا فِي مَا بَعْدُ… وَأَعْطَى الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مَلِكَةَ سَبَأَ كُلَّ مَا رَغِبَتْ فِيهِ، فَضْلاً عَمَّا أَهْدَاهُ إِلَيْهَا وَفْقاً لِكَرَمِهِ. ثُمَّ انْصَرَفَتْ هِيَ وَحَاشِيَتُهَا إِلَى أَرْضِهَا (الملوك الأول 1:10-7، 9-10، 13)

Laat een antwoord achter

Je e-mailadres wordt niet gepubliceerd. Vereiste velden zijn gemarkeerd met *