في البدء كان هناك الله فقط، جالساً على عرش فوق المياه. والسموات والأرض وما بينهما خُلقت بمجرد كلمة منه. خلق الله النورَ أولاً. وبعد النور خلق الله الشمس والقمر، ومعهما بدأَ الزمن. وبعد ذلك فصل الله بين السماء والأرض والبحار. يذكر القرآن الكريم أن السموات خُلقت على سبع طبقات. والأرض اكتسبت غطاء نباتياً أخضر. وامتلأت السماء والأرض والمياه بأصناف الطيور والأسماك والحيوانات البرية. ويذكر القرآن أن الله جعل من الماء كل كائن حي، وأن السموات طُويت إلى سبع طبقات. يقول الكتاب المقدس أن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله. لكن القرآن الكريم يرفض بوضوح هذا الشبه بين الله والإنسان (انظر الفصل الثالث حول خلق الإنسان، الرجل والمرأة). يركز القرآن الكريم…

Muslim Arabic as-salāmu ʿalaykum ٱلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ,     for you be peace وَعَلَيْكُمُ ٱلسَّلَامُ   wa ʿalaykum s-salām, and for you be peace Jewish  Hebrew Shalom Aleichem  שָׁלוֹם עֲלֵיכֶם,     ‘Peace be upon you Christian Greek Eirene pasi  Εἰρήνη πᾶσι  peace to all Latin Pax vobiscum  Peace be with you

القرآن الكريم والكتاب المقدس يعدان المؤمنين الحقيقيين بمكافأة ينالونها بعد القيامة من الموت. ولكن هناك اختلافاً في تصوير حياة السماء. فالكتاب المقدس يتحدث عن “الملكوت السماوي”. والصورة الأكثر تبلوراً هي التي ترد في العهد القديم عن “أورشليم الجديدة”، والتي يصفها سفر الرؤيا في العهد الجديد بمدينة غاية في الروعة ولها اثنا عشر باباً من لآلئ. مصطلح “الجنة” يرد ثلاث مرات فقط في الكتاب المقدس. وفي رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس ترتبط هذه اللفظة بالسماء الثالثة، المجال الذي يُسمح للبعض بدخوله لفترات وجيزة، حتى خلال هذه الحياة. وفي الأناجيل الأربعة هي المجال الذي يمكن للإنسان الوصول إليه مباشرة بعد الموت. ويسميها سفر الرؤيا “الجنة”، تذكاراً للفردوس المفقود والمذكورة في سفر…

استمرارية وتطوّر مفهوم “جهنم” في الكتاب المقدس والقرآن الكريم يصبح ملفتاً للنظر إذا ما تتبّعنا التغيّرات التي طرأت على الكلمة اليونانية “Gehenna”. ففي رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثيوس، تشير هذه الكلمة إلى وادٍ يُدعى “وادي هِنُّم” حيث كان الوثنيون يقدّمون أولادهم ضحية للإله “مولك”، الأمر الذي كان يدينه شعب إسرائيل بالطبع. إن فكرة معاقبة الله بالنار واردة في العهد القديم، ولكنها نار تلتهم ليس فقط مملكة الأموات (ما تحت الأرض) وإنما أيضاً (ما فوق) الأرض. وللكلمة “Gehenna” معنى عام وواقعي في الأناجيل الأربعة، وهي المكان الذي تذهب إليه أرواح الناس الأشرار بعد الموت. ويخبر سفر الرؤيا من الكتاب المقدس عن “بحيرة النار المتّقدة” التي يُلقى فيها الخطأة. ونفس الكلمة،…

قصة يوم الدينونة، كما ترد في الكتاب المقدس، موزّعة في نصوص متفرقة من العهد القديم والعهد الجديد، وينتهي بها المطاف بخاتمة منمّقة في سفر الرؤيا، آخر سفر من الكتاب المقدس. سفري إشعياء ودانيال، على التوالي، من العهد القديم يتحدثان عن “إعلان” يراه النبيّان وهما في حالة انخطاف في الروح، كما يجري أيضاً ليوحنا (الرائي) في آخر سفر من العهد الجديد، سفر الرؤيا. تتضمن الأناجيل الأربعة أقوالاً تُعزى إلى يسوع. هناك ذكر ليوم الدين في العديد من سور القرآن الكريم. فهناك سور تحمل اسم “القارعة” و “الزلزلة” و “الانفطار” و “الانشقاق”، عناوين تصوّر السماء وهي تتداعى. وأيضاً في سور أخرى يتكرر ذكر اليوم الأخير ويوم الحساب. وهكذا يضع الناس أمامهم بشكل…

القرآن يرى في عيسى / يسوع مثبّتاً لما جاء في التوراة ونبياً أوتي الإنجيل، ومحمد مُُكملاً للبناء الذي بدأه عيسى. ليس في الكتاب المقدس ذكر لمحمد. وهذا منطقي كون الكتاب المقدس تمّت كتابته قروناً قبل مجيء محمد. وقد يكون الكتاب المقدس أشار بشكل غير مباشر إلى محمد؛ وهذا يتطلب في الواقع التفسير المناسب للنصوص التي توحي بذلك. يقول القرآن الكريم إن عيسى يبشّر بنبي يأتي بعده اسمه “أحمد”. والمقصود هنا حسب التقليد هو “محمد” النبي الأمي، والذي يدعى أيضاً “أحمد”. والآيات 16:14 و 7:16 من الإنجيل حسب يوحنا البشير تشير إلى ذلك. لم يكن محمد يستطيع القراءة والكتابة، كما يذكر القرآن الكريم: “وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا…

موتـه، وقيامتـه، وصعــوده إلـى السمـاء يولي العهد الجديد من الكتاب المقدس اهتماماً بالغاً بشخصية يسوع، حيث كل بشير في الأناجيل الأربعة يروي قصته بشكل مطابق للآخر جزئياً. يمكننا هنا نقل بضعة آيات منها ليس إلاّ، كون أن هدفنا في هذا البحث فقط إظهار أوجه التطابق مع ما يتضمنّه القرآن الكريم عن عيسى. إن العدد الضئيل من الآيات التي تتحدث عن حياته وخدمته تتوزّع على سور متعددة. يتكلّم القرآن أيضاً بإيجابية عن حياة وتعاليم عيسى، تماماً كما عن ولادته (انظر الفصل الرابع عشر)، فينظر إليه على أنه نبياً مميّزاً. من جديد نُذهل من التشابه بين الكتاب المقدس والقرآن الكريم. فعيسى، تماماً مثل يسوع، يعود بالنسب إلى إبراهيم وإسحق ويعقوب، ويضيف لهم…

يتضح من القصص الرائعة حول ميلاد عيسى / يسوع أن ليس فقط الكتاب المقدس يضعه في منزلة سامية، وإنما أيضاً القرآن الكريم. حملت أمه مريم به قبل أن تتزوج، الأمر الذي كان يُعتبر عاراً عند الشعب في ذلك الزمان. وفوق هذا فإن بداية حملها كان إعجازيا. يقول الإنجيل بحسب لوقا بأن الملاك جبرائيل يعلن عن هذا الحمل من الروح القدس. والقرآن الكريم يتحدث أيضاً عن رسول سماوي، وإنما يخبر مثل الإنجيل بحسب يوحنا، وبشكل أكثر تجريداً، عن مقدرة الخلق للكلمة الإلهية. يخبر الكتاب المقدس أن يوسف يتولى رعاية مريم والطفل. والقرآن الكريم يتحدّث عن اعتزال مريم لوحدها في الصحراء. وعندما تدنو من اليأس، تسمع صوتاً يشجعّها – هل كان صوت…

أيضاً في قصة زكريا يلتقي القرآن الكريم والكتاب المقدس. فالكتابان يذكران الأعجوبة التي حدثت مع زوجته – إليصابات، في الكتاب المقدس؛ وأما القرآن الكريم فلا يذكر أسماء النساء إلا القليل منهن – الطاعنة في السن، والتي حملت بيوحنا / يحيى. يُعلن ملاك عن ميلاد يوحنا / يحيى، والذي يعطي علامة لزكريا بأن يصبح غير قادر على الكلام. يذكر الكتاب المقدس أن خرسه هذا أتى كعقاب له لعدم تصديق كلام الملاك. والقرآن يقول بأنها علامة يطلبها زكريا نفسه. يُعرّفنا الكتاب المقدس بيوحنا على أنه هو من يمهّد الطريق للرب، والمقصود به يسوع. وهذه الحلقة ناقصة في القرآن الكريم. يُكمل الكتاب المقدس والقرآن الكريم بعضهما البعض في الحديث عن القرابة بين عائلة…

بداية قصة يونان / يونس قريبة الشبه من قصص أنبياء آخرين، مثل نوح، والذين عبثاً ما ينذرون شعوبهم باقتراب الكارثة. ولكن نهايتها مختلفة تماماً، إذ يهتدي شعب يونس (في القرآن الكريم)، أو شعب مدينة نينوى (في الكتاب المقدس)، إلى الله قبل حلول عقاب الله عليهم. ويغفر الله لهم، ويسمح باستمرار حياتهم الأرضية. ولكن قبل ذلك، تحدث بعض الأمور ليونان / يونس. يهرب يونان من شعبه، ويركب سفينة. وخلال العاصفة تجري قرعة على من يلقون من السفينة لتخفيف حملها، فتقع على النبي. يبتلعه حوت. وبينما هو على تلك الحال، يندم على هربه، ويصرخ إلى الله. فيغفر الله له، ويلفظه الحوت على شاطئ بحر. يجعل الله نبتة تنمو فوقه لتظلل عليه. والكتاب…