يسـوع / عيسـى ومحمــد
القرآن يرى في عيسى / يسوع مثبّتاً لما جاء في التوراة ونبياً أوتي الإنجيل، ومحمد مُُكملاً للبناء الذي بدأه عيسى.
ليس في الكتاب المقدس ذكر لمحمد. وهذا منطقي كون الكتاب المقدس تمّت كتابته قروناً قبل مجيء محمد. وقد يكون الكتاب المقدس أشار بشكل غير مباشر إلى محمد؛ وهذا يتطلب في الواقع التفسير المناسب للنصوص التي توحي بذلك.
يقول القرآن الكريم إن عيسى يبشّر بنبي يأتي بعده اسمه “أحمد”. والمقصود هنا حسب التقليد هو “محمد” النبي الأمي، والذي يدعى أيضاً “أحمد”. والآيات 16:14 و 7:16 من الإنجيل حسب يوحنا البشير تشير إلى ذلك. لم يكن محمد يستطيع القراءة والكتابة، كما يذكر القرآن الكريم:
“وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ” (العنكبوت: 48)
الجانب المسيحي يفنّد هذا التفسير لنصوص الكتاب المقدس المقصودة هنا. والمعزّي الذي يخبر يسوعُ عن مجيئه (في تلك النصوص) هو “الروح القدس” الذي حلّ على التلاميذ في عيد العنصرة (حلول الروح القدس) اليهودي (انظر الفصل العاشر). فعند ذلك ينال التلاميذ الجرأة للبشارة بيسوع، حتى بعد موته. هذا الحدث، الذي يُعتبر انطلاقة الكنيسة المسيحية، يحتفل به العالم المسيحي سنوياً في عيد العنصرة.
وهاكم النصوص الوثيقة الصلة بالموضوع في القرآن الكريم والكتاب المقدس.
القـــــــــــرآن الكريــــــــــم | الكتـــــــــــــاب المقـــــــــــدّس |
عيســـى يبشّـــر بمجيء نبـــي بعـــده | المعــــزّي: الــــروح القـــــــدس |
ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً… (الحديد: 27) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ… (الصف: 6) قَالَ (الله) عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ… يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف: 156-157) أحمد: المشهور، المحمود. وهو اسم من أسماء محمد. والكلمة اليونانية الواردة في الإنجيل حسب يوحنا “باراكليتس parakleitos” تعني: المعزّي، الشافي. والترجمة الحديثة للكتاب المقدس تستخدم لفظة “روح الحق”. هناك كلمة يونانية أخرى “periklutos”، وتعني: المشهور. وتقابلها في اللغة العربية لفظة “أحمد”. وهناك ادّعاء أن هذه اللفظة يجب أن تُقرأ periklutos وليس parakleitos (المؤلّف). | وَسَوْفَ أَطْلُبُ مِنَ الآبِ أَنْ يُعْطِيَكُمْ مُعِيناً آخَرَ يَبْقَى مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، وَهُوَ رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي لاَ يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يَتَقَبَّلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ فِي وَسَطِكُمْ، وَسَيَكُونُ فِي دَاخِلِكُمْ (يوحنا 16:14، 17) وَعِنْدَمَا يَأْتِي الْمُعِينُ، الَّذِي سَأُرْسِلُهُ لَكُمْ مِنْ عِنْدِ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي يَنْبَثِقُ مِنَ الآبِ، فَهُوَ يَشْهَد لِي، وَتَشْهَدون لِي أَنْتُمْ أَيْضاً، لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الْبَدَايَةِ (يوحنا: 26:15-27) وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: مِنَ الأَفْضَلِ لَكُمْ أَنْ أَذْهَبَ، لأَنِّي إِنْ كُنْتُ لاَ أَذْهَبُ، لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعِينُ. وَلكِنِّي إِذَا ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. وَعِنْدَمَا يَجِيءُ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى الْخَطِيئَةِ وَعَلَى الْبِرِّ وَعَلَى الدَّيْنُونَةِ (يوحنا 7:16-9) مَازَالَ عِنْدِي أُمُورٌ كَثِيرَةٌ أَقُولُهَا لَكُمْ، وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَعْجِزُونَ عَنِ احْتِمَالِهَا. وَلكِنْ، عِنْدَمَا يَأْتِيكُمْ رُوحُ الْحَقِّ يُرْشِدُكُمْ إِلَى الْحَقِّ كُلِّهِ، لأَنَّهُ لاَ يَقُولُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِهِ، بَلْ يُخْبِرُكُمْ بِمَا يَسْمَعُهُ، وَيُطْلِعُكُمْ عَلَى مَا سَوْفَ يَحْدُثُ. وَهُوَ سَيُمَجِّدُنِي لأَنَّ كُلَّ مَا سَيُحَدِّثُكُمْ بِهِ صَادِرٌ عَنِّي (يوحنا 12:16-14) وَلَكِنْ حِينَمَا يَحُلُّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ تَنَالُونَ الْقُوَّةَ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً… إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ» (أعمال الرسل 8:1) وَلَمَّا جَاءَ الْيَوْمُ الْخَمْسُونَ، كَانَ الإِخْوَةُ مُجْتَمِعِينَ مَعاً فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَفَجْأَةً حَدَثَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ كَأَنَّهُ دَوِيُّ رِيحٍ عَاصِفَةٍ، فَمَلَأَ الْبَيْتَ الَّذِي كَانُوا جَالِسِينَ فِيهِ. ثُمَّ ظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ، وَقَدْ تَوَزَّعَتْ وَحَلَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، فَامْتَلَأُوا جَمِيعاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى، مِثْلَمَا مَنَحَهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا (أعمال الرسل 1:2-4) |