نـــــار جـهنـــّــم

استمرارية وتطوّر مفهوم “جهنم” في الكتاب المقدس والقرآن الكريم يصبح ملفتاً للنظر إذا ما تتبّعنا التغيّرات التي طرأت على الكلمة اليونانية “Gehenna”. ففي رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثيوس، تشير هذه الكلمة إلى وادٍ يُدعى “وادي هِنُّم” حيث كان الوثنيون يقدّمون أولادهم ضحية للإله “مولك”، الأمر الذي كان يدينه شعب إسرائيل بالطبع. إن فكرة معاقبة الله بالنار واردة في العهد القديم، ولكنها نار تلتهم ليس فقط مملكة الأموات (ما تحت الأرض) وإنما أيضاً (ما فوق) الأرض.

وللكلمة “Gehenna” معنى عام وواقعي في الأناجيل الأربعة، وهي المكان الذي تذهب إليه أرواح الناس الأشرار بعد الموت. ويخبر سفر الرؤيا من الكتاب المقدس عن “بحيرة النار المتّقدة” التي يُلقى فيها الخطأة.

ونفس الكلمة، ويقابلها باللغة العربية “جهنم” أو “الجحيم” أحياناً، أي النار التي يذهب إليها غير المؤمنين بعد الموت.

في العهد الجديد والقرآن الكريم، تتوازى القصص التي تتحدث عن جهنم إلى حد كبير. وهي مفصّلة في القرآن الكريم ، منطقياً وشعرياً، أكثر بكثير منها في العهد الجديد. وذكر النار موجود في العديد من السور القرآنية. وهناك صور متنوعة وقاسية توضح لكل من يعيش ليومه فقط ما سيواجهه في وقت ما.

وهنا يظهر في كلا الكتابين الشيطان، أو إبليس، الذي يغوي البشر ويسحبهم معه في النهاية إلى النار. وغالباً ما يدعو القرآن الكريم هؤلاء الأشرار بــ “الكفّار”.

ومن الواضح أن مصير أتباع الأديان الأخرى هو النار. ومع هذا، فلننظر إلى ما يعنيه القرآن بذلك بشكل أدق. فالحكم على الإسرائيليين والنصارى، “أهل الكتاب”، ليس سلبياً تماماً. هناك بالتأكيد أمل لهم بعد، فيما لو نفضوا عن إيمانهم مظاهر الشرك. والمقصود هنا عبادة العجل الذهبي (الفصل العاشر)، وتأليه عيسى وأمه (الفصل الرابع عشر). ولكن إن هم بدؤوا حرباً (ضد المسلمين) سيكون مصيرهم النار حتماً.

وحتى المسلمون المؤمنون يعرّضون أنفسهم لنفس المصير، حسب القرآن الكريم. فبعض “المؤمنين” يتظاهرون بالإيمان بالله، وهم في الحقيقة يعيثون في الأرض فساداً. وهؤلاء المراؤون يقارنون بالكتبة والفريسيين الذين وبّخهم يسوع. ومن جهة أخرى ليس من الضروري أن يُدان أولئك الذين لم تسنح لهم الفرصة بالانتماء إلى “الإيمان الحقيقي”. فقصة “السامري الصالح” هي مثال معروف على ذلك. والقرآن الكريم يشير إلى وجود أمل بالمغفرة لأولئك المساكين الذين لم تصلهم الهداية إلى سواء السبيل.

وفي هذا إشارة إلى أنه بالإضافة إلى المعنى الديني لكلمة “الكفار” في القرآن الكريم، فإنها تتضمن أيضاً معنى أخلاقياً قوياً. فالظالمون بشكل خاص هم الذين يجب أن يخشوا نار جهنم. وحتى المسلمون الذين يعترفون بآثامهم سيقدّمون حساباً عنها، فإما يُكافأون أو يُعاقبون، حسبما يحكم الله عليهم.

من أجل فهم جيد لهذا البعد الأخلاقي لكلمة “الكفار” الواردة في القرآن الكريم، علينا الأخذ بالحسبان بأن الشيطان “كافر” بشكل مبرّز (انظر الفصل الثالث). فهو لا يكفر بوجود الله – حتى أنه يتكلم مع الله -، وإنما لا يطيعه، ويعمل على نحو مضاد للعدل الإلهي. والشيطان هو عدو الإنسان (انظر الفصلين الثالث والرابع). وهو يغوي البشر، المسلمين وغير المسلمين، لفعل أمور تؤدي بهم في النهاية إلى جهنم. يخبرنا سفر الرؤيا من الكتاب المقدس أن الشيطان وأعوانه سينتهي بهم الأمر في النهاية في بحيرة الكبريت المتقدة بنار. والقرآن الكريم يحدّث عن إلقاء الشيطان وأتباعه في جهنم النار.

في كلا الكتابين، الكتاب المقدس والقرآن الكريم، يقف المحكوم عليهم بنار جهنم إلى اليسار في يوم الدينونة / الحساب (انظر الفصل السابع عشر). فأولئك أفرطوا بارتكاب أعمال الشر والخطيئة، خاصة القتل الذي يحرّمه كلا الكتابين (انظر الفصل الخامس). ولكن هناك أيضاً طرق عديدة تؤدي إلى النار، فالقرآن يذكر سبعة أبواب لجهنم.

هذه الصور مخصصة للبشر الذين يفكرون خلال حياتهم الأرضية بالخروج عن سواء السبيل بسلوك غير مسئول، وتدعوهم إلى إصلاح سيرتهم، فإنهم لا بد يواجَهون يوماً ما بما فعلوه. وعندها لن يكون الله هو من سيعاقبهم، وإنما سيواجهون النار الشيطانية نفسها.

بالنسبة للكفار، في هذا المعنى العريض للكلمة، تبدو جهنم النار عقاباً أبدياً. ولكن الله قادر على تغيير القرار. ومن الممكن أن البشر يبقون في النار مدة قصيرة، ومن بعدها يُسمح لهم بدخول جنّات عدن.

في القرآن الكريم يعقب التهديدات القاسية بالعقاب الأبدي، دعوة إلى التوبة. فمن يُظهر توبة نصوحاً ويصلح من سلوكه ينال مغفرة خطاياه. والحديث عن التوبة يتكرر كثيراً في القرآن الكريم، ليس فقط في السورة رقم 9 التي تحمل اسم “سورة التوبة” وإنما أيضاً في كل الكتاب. والكتاب المقدس أيضاً يكرر الحديث عن ضرورة التوبة وعن الله الغفور.

القـــــــــــرآن الكريــــــــــم	الكتـــــــــــــاب المقـــــــــــدّس
نـار جهنـــّــــم، Gahannam	وادي هِنُّم، Gehenna، البحيرة المتّقدة بنــار
وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا… إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (الكهف: 110، 102)   لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ … (الأنفال: 37)   وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ… فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ. وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ. لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (الواقعة: 41-44)   فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (هود: 106)   وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ. سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ (إبراهيم: 49-50)   إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ (النساء: 56)   … إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ. تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ… (الملك: 5-8)   … مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (الإسراء: 97)	وَدَنَّسَ الْمَلِكُ أَيْضاً مَذْبَحَ تُوفَةَ فِي وَادِي بَنِي هِنُّومَ، لِكَيْ لاَ يُجِيزَ أَحَدٌ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ للِصَّنَمِ مُولَكَ (الملوك الثاني 10:23)   فَهَا قَدْ أَضْرَمَ غَضَبِي نَاراً تُحْرِقُ حَتَّى الْهَاوِيَةِ السُّفْلَى، وَتَأْكُلُ الأَرْضَ وَغَلاَّتِهَا، وَتُشْعِلُ أُسُسَ الْجِبَالِ (التثنية 22:32)   … خَافُوا مِنَ الْقَادِرِ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ بَعْدَ الْقَتْلِ (لوقا 5:12)   وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى فَخّاً لَكَ، فَاقْطَعْهَا وَارْمِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَفْقِدَ عُضْواً مِنْ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُطْرَحَ جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ! (متى 30:5)   وَإِنْ كَانَتْ رِجْلُكَ فَخّاً لَكَ، فَاقْطَعْهَا: أَفْضَلُ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ وَرِجْلُكَ مَقْطُوعَةٌ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ رِجْلاَنِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ، فِي النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ. وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ فَخّاً لَكَ، فَاقْلَعْهَا: أَفْضَلُ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ وَعَيْنُكَ مَقْلُوعَةٌ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمِ النَّارِ. حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ، وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ (مرقس 45:9-48)
النـــار للكفــّـــار وللشيطــــــــــان
… وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (الأنفال: 14)   وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ. قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (الشعراء: 95-96)   وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ. إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ. تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ… (الملك: 6-8)   وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا. يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا. أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (النساء: 119-121)	ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذِينَ عَنْ يَسَارِهِ: ابْتَعِدُوا عَنِّي يَامَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ ِلإِبْلِيسَ وَأَعْوَانِهِ! (متى 41:25)   قَيَّدَ بِهَا التِّنِّينَ، أَيِ الْحَيَّةَ الْقَدِيمَةَ، وَهُوَ إِبْلِيسُ أَوِ الشَّيْطَانُ، وَسَجَنَهُ مُدَّةَ أَلْفِ سَنَةٍ (الرؤيا 2:20)   ثُمَّ يُطْرَحُ إِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضَلِّلُهُمْ، فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الدَّجَّالُ. هُنَاكَ سَوْفَ يُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً، إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ (الرؤيا 10:20)   فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَعَلَى النَّبِيِّ الدَّجَّالِ … وَطُرِحَ كِلاَهُمَا حَيّاً فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ الْمُتَّقِدَةِ (الرؤيا 20:19)   وَيَتَصَاعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ (الرؤيا 11:14)
أهـــــــــل الكتــــــــــــــــــاب
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ. وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم… (المائدة: 65-66)   …كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (المائدة: 64)   إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ (المائدة: 72)   إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (المائدة: 69)
الدين الحقّ ليس ضماناً للخلاص	المـــــراؤون
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ. يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ. فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (البقرة: 8-12)   الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ… وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا… (التوبة: 67-68)	عِنْدَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ، وَقَالَ: «… الْوَيْلُ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! فَإِنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الأَبْرَارِ، وَتَقُولُونَ: لَوْ عِشْنَا فِي زَمَنِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي سَفْكِ دَمِ الأَنْبِيَاءِ. فَبِهَذَا تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ بِأَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَاتِلِي الأَنْبِيَاءِ! فَأَكْمِلُوا مَا بَدَأَهُ آبَاؤُكُمْ لِيَطْفَحَ الْكَيْلُ! أَيُّهَا الْحَيَّاتُ، أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تُفْلِتُونَ مِنْ عِقَابِ جَهَنَّمَ؟ (متى 1:23، 29-33)
شــرط الدين الحق	السامــــري الصالـــح
… فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا. إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً. فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (النساء: 97-99)	كَانَ إِنسَانٌ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلى أرِيحَا، فَوَقَعَ بِأَيْدِي لُصُوصٍ، فَانْتَزَعُوا ثِيَابَهُ وَمَالَهُ وَجَرَّحُوهُ، ثُمَّ مَضَوا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. وَحَدَثَ أَنَّ كَاهِناً كَانَ نَازِلاً فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، فَرَآهُ وَلكِنَّهُ جَاوَزَهُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ. وَكَذلِكَ مَرَّ أَيْضاً وَاحِدٌ مِنَ اللاَّوِيِّينَ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى ذلِكَ الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَيْهِ، وَلكِنَّهُ جَاوَزَهُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ. إِلاَّ أَنَّ سَامِرِيّاً مُسَافِراً جَاءَ إِلَيْهِ، وَلَمَّا رَآهُ، أَخَذَتْهُ الشَّفَقَةُ عَلَيْهِ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ وَرَبَطَ جِرَاحَهُ بَعْدَمَا صَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً… فَأَيُّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ يَبْدُو لَكَ قَرِيباً لِلَّذِي وَقَعَ بِأَيْدِي اللُّصُوصِ؟»  فَأَجَابَ: «إِنَّهُ الَّذِي عَامَلَهُ بِالرَّحْمَةِ!» (لوقا 30:10-37)
الطالحـــــون يقفـــــون إلــــى اليســــار	الخطــــــاة إلـــى اليســـــار
وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (الواقعة: 41)   …الظَّالِمِينَ (الأعراف: 41)   … لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ… وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا. وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا… (النساء: 29-30)   … إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (التوبة: 34-35)   إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (الأعراف: 40)   إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (النساء: 10)   وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (النساء: 112)   إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ. لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (الأنفال: 36-37) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ. لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ (الحجر: 43-44)	وَتَجْتَمِعُ أَمَامَهُ الشُّعُوبُ كُلُّهَا، فَيَفْصِلُ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ كَمَا يَفْصِلُ الرَّاعِي الْغَنَمَ عَنِ الْمِعَازِ، فَيُوقِفُ الْغَنَمَ عَنْ يَمِينِهِ، وَالْمِعَازِ عَنْ يَسَارِهِ (متى 32:25-33) ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذِينَ عَنْ يَسَارِهِ: ابْتَعِدُوا عَنِّي يَامَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ ِلإِبْلِيسَ وَأَعْوَانِهِ! لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي، وَعَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي، كُنْتُ غَرِيباً فَلَمْ تَأْوُونِي، عُرْيَاناً فَلَمْ تَكْسُونِي، مَرِيضاً وَسَجِيناً فَلَمْ تَزُورُونِي!… الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ، فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا! (متى 41:25-43، 45) سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلأَقْدَمِينَ: لاَ تَقْتُلْ! وَمَنْ قَتَلَ يَسْتَحِقُّ الْمُحَاكَمَةَ (متى 21:5) أَمَّا الْجُبَنَاءُ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْفَاسِدُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ، وَالْمُتَّصِلُونَ بِالشَّيَاطِينِ وَعَبَدَةُ الأَصْنَامِ وَجَمِيعُ الدَّجَّالِينَ، فَمَصِيرُهُمْ إِلَى الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِالنَّارِ وَالْكِبْرِيتِ… (الرؤيا 8:21) فَأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ الْجَمَلُ فِي ثَقْبِ إِبْرَةٍ، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ الْغَنِيُّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ (مرقس 25:10) أَمَّا أَنَا (يسوع) فَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنْ هُوَ غَاضِبٌ عَلَى أَخِيهِ، يَسْتَحِقُّ الْمُحَاكَمَةَ؛ وَمَنْ يَقُولُ لأَخِيهِ: يَاتَافِهُ! يَسْتَحِقُّ الْمُثُولَ أَمَامَ الْمَجْلِسِ الأَعْلَى؛ وَمَنْ يَقُولُ: يَاأَحْمَقُ! يَسْتَحِقُّ نَارَ جَهَنَّمَ! (متى 22:5) وَاللِّسَانُ كَالنَّارِ خَطَراً: فَهُوَ وَحْدَهُ، بَيْنَ أَعْضَاءِ الْجِسْمِ، جَامِعٌ لِلشُّرُورِ كُلِّهَا، وَيُلَوِّثُ الْجِسْمَ كُلَّهُ بِالْفَسَادِ. إِنَّهُ يُشْعِلُ دَائِرَةَ الْكَوْنِ، وَيَسْتَمِدُّ نَارَهُ مِنْ جَهَنَّمَ! (رسالة يعقوب 6:3) وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوْجَدِ اسْمُهُ مَكْتُوباً فِي سِجِلِّ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ! (الرؤيا 15:20)
المواجهـــة بالشرور المرتكبــــة
وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (الزخرف: 76) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ. يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (العنكبوت: 54-55) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا… (الكهف: 49)
تطهيــــر وقتــــي أم عقــــاب أبــــدي؟
إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا. لِلْطَّاغِينَ مَآبًا. لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا. لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا. إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا. جَزَاء وِفَاقًا (النبأ: 21-26)   خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (البقرة: 162)   وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا. ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (مريم: 71-72)   قَالَ (الله) النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ (الأنعام: 128)	الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ، حَتَّى التَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا. وَلَكِنْ مَنْ يُجَدِّفُ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَلاَ غُفْرَانَ لَهُ أَبَداً، بَلْ إِنَّهُ يَقَعُ تَحْتَ عِقَابِ خَطِيئَةٍ أَبَدِيَّةٍ» (مرقس 28:3-29)   … فَيُكَابِدُوا عَذَابَ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ الْمُتَّقِدِ (الرؤيا 10:14)   … هُنَاكَ سَوْفَ يُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً، إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ (الرؤيا 10:20)   وَيَتَصَاعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. لاَ رَاحَةَ فِي النَّهَارِ وَلاَ فِي اللَّيْلِ… (الرؤيا 11:14)
التوبـــــــــــــة والمغفـــــــــرة
إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ (آل عمران: 89)   فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (المائدة: 39)   إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا. وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (الفرقان: 70-71)   إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ… (البقرة: 222)   … رَبَّنَا … اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران: 16)   أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ … وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (التوبة: 104)   … وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا… (آل عمران: 103)   بسم الله الرحمن الرحيم (فاتحة كل سورة)	ارْجِعْ تَائِباً يَاإِسْرَائِيلُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكَ، لأَنَّكَ قَدْ تَعَثَّرْتَ بِخَطِيئَتِكَ. احْمِلُوا مَعَكُمْ كَلاَمَ ابْتِهَالٍ وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ قَائِلِينَ لَهُ: «انْزِعْ إِثْمَنَا… (هوشع 2:14)   …فَتَضَرَّعَ (داود) إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «أَخْطَأْتُ جِدّاً بِمَا ارْتَكَبْتُهُ، فَأَرْجُوكَ يَارَبُّ أَنْ تُزِيلَ إِثْمَ عَبْدِكَ لأَنَّنِي تَصَرَّفْتُ تَصَرُّفاً أَحْمَقَ» (صموئيل الثاني 10:24)   وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا! (متى 12:6)   أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ: ، يَا رَبُّ، اغْفِرْ لِي، وَلا تُهْلِكْنِي مَعَ جَهَالاتِي، وَلا تَغْضَبْ عَلَيّ إِلَى الأَبَدْ. وَلا تَحْفَظْ لِي شُرُورِي، وَلا تَحْكُمْ عَلَيَّ وَتَرْمِنِي إِلَى أَسَافِلِ الأَرْضِ، فَأَنْتَ إِلَهُ التَائَبَينَ (صلاة منسى: 13:1)   فَمِنْ أَجْلِ اسْمِكَ أَيُّهَا الرَّبُّ اصْفَحْ عَنْ إِثْمِي فَإِنَّهُ عَظِيمٌ (مزمور 11:25)   الرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَوَافِرُ الرَّأْفَةِ (مزمور 8:145)